فصل: التفسير الإشاري:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.التفسير الإشاري:

.قال نظام الدين النيسابوري:

التأويل:
{واذكر في الكتاب} الأزلي {مريم} القلب {إذا انتبذت من أهلها} تفردت من أهل الدنيا متوجهًا إلى جانب شروق النور الإلهي {فاتخذت من دونهم} حجاب الخلوة والعزلة {فأرسلنا إليها روحنا} وهو نور الإلهام الرباني والخاطر الرحماني كقوله: {وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا} [الشورى: 52] {فتمثل لها بشرًا سويًا} كما تمثل روح التوحيد بحروف (لا إله إلا الله) لانتفاع الخلق به. و{قالت إني أعوذ بالرحمن منك} ظنًا منها أنه يشغلها عن الله. {قال إنما أنا رسول} الوارد الرباني {لأهب لك غلامًا زكيًا} طاهرًا عن لوث الظلمة الأنسية وهو النفس المطمئنة القدسية. {ولم يمسسني بشر} خاطر من عالم البشرية {ولم أك بغيًا} أطلب غير ما خلقت لأجله وهو التوجه إلى عالم الروح المجرد {فحملته} بالقوة القريبة من الفعل {فانتبذت به مكانًا قصيًا} لافتقاره إلى العبور على منازل الشريعة والطريقة {فأجاءها} مخاض الطلب والتعب {إلى جذع النخلة} وهي كلمة (لا إله إلا الله) التي كان أصلها ثابتًا في أرض نفسها {قالت يا ليتني مت قبل هذا} قال بعض أهل التحقيق: هذه كلمة يذكرها الصالحون عند اشتداد الأمر عليهم.
قال عليّ عليه السلام يوم الجمل: يا ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة. وعن بلال: ليت بلالًا لم تلده أمه. وقيل: إن مريم قالت ذلك لعلمها بأن الله تعالى يدخل النار خلقًا كثيرًا بسبب تهمتها وبسبب الغلو والتقصير في حق ابنها قلت: إن مريم القلب قالت يا ليتني مت عن اللذات الجمسية قبل هذا الوقت الذي فزت باللذات الحقيقية وكنت نسيًا منسيًا، لإإن الخمول راحة والشهرة آفة {فناداها} بلسان الحال من تحت تصرفها من آلات القوى {أن لا تحزني قد جعل ربك تحتك} أي تحت تصرفك {سريًا} هو الغلام الموعود أو جدول الكشوف والعلوم الدينية {وهزي إليك بجذع النخلة} بالمداومة على الذكر {تساقط عليك رطبًا جنيًا} من المشاهدات والمكاشفات حالًا فحالًا {فكلي واشربي} من خوان الأفضال وبحر النوال من مادته «أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني» {وقري عينا} بأنوار الجمال في حجرة الوصال {فأما ترين} من السوانح البشرية {أحدًا فقولي إني نذرت للرحمن صومًا} كما قيل الدنيا يوم ولنا فيه صوم أي الالتفات لغير الله. {فأتت به قومها} من عادة الجهال إنكار أحوال أهل الكمال. {يا أخت هرون} النفس المطمئنة أو الأمارة بناء على أن هارون كان صالحًا أو طالحًا {وكان أبوك} وهو الروح المفارق {إمرأ سوء وما كانت أمك} وهي القالب {بغيًا} تستأنس إلى غير عالم الطبيعة التي خلقت لأجلها {فأشارت إليه} فيه أن هذا القوم هم أهل الإشارات {في المهد} مهد السر وذلك المتولد من نفخ الروح في مريم القالب ليس ابنًا لله ولا محلًا له ولا نفسه. {فاختلف الأحزاب} فقوم عبدوا الله لأجله، وقوم عبدوه طمعًا في جنته، وقوم عبدوا الهوى وذلك قوله: {فويل للذين كفروا} {أسمع بهم} أي بأهل الله {وأبصر يوم يأتوننا} فإنهم بالله يسمعون وبه يبصرون. اهـ.

.قال الألوسي:

ومن باب الإشارة في الآيات: {كهيعص} [مريم: 1] هو وأمثاله على الصحيح سر من أسرار الله تعالى، وقيل في وجه افتتاح هذه السورة به: إن الكاف إشارة إلى الكافي الذي اقتضاه حال ضعف زكريا عليه السلام وشيخوخته وعجزه، والهاء إشارة إلى الهادي الذي اقتضاه عنايته سبحانه به وإراءة مطلوبه له، والياء إشارة إلى الواقي الذي اقتضاه حال خوفه من الموالي، والعين إشارة إلى العالم الذي اقتضاه إظهاره لعدم الأسباب، والصاد إشارة إلى الصادق الذي اقتضاه الوعد، والإشارة في القصتين إجمالًا إلى أن الله تعالى شأنه يهب بسؤال وغير سؤال.
وطبق بعض أهل التأويل ما فيهما على ما في الأنفس فتكلفوا وتعسفوا.
وفي نذر الصوم والمراد به الصمت إشارة إلى ترك الانتصار للنفس فكأنه قيل لها عليها السلام: اسكتي ولا تنتصري فإن في كلامك وانتصارك لنفسك مشقة عليك وفي سكوتك أظهار ما لنا فيك من القدرة فلزمت الصمت فلما علم الله سبحانه صدق انقطاعها إليه أنطق جل وعلا عيسى عليه السلام ببراءتها، وذكر أنه عليه السلام طوى كل وصف جميل في مطاوي قوله: {إِنّى عَبْدُ الله} [مريم: 30] وذلك لما قلوا من أنه لا يدعى أحد بعبد الله إلا إذا صار مظهرًا لجميع الصفات الإلهية المشير إليها الاسم الجليل، وجعل على هذا قوله: {آتانى الكتاب} [مريم: 30].. إلخ. كالتعليل لهذه الدعوى.
وذكروا أن العبد مضافًا إلى ضميره تعالى أبلغ مدحًا مما ذكر وأن صاحب ذلك المقام هو نبينا صلى الله عليه وسلم، وكأن مرادهم أن العبد مضافًا إلى ضميره سبحانه كذلك إذا لم يقرن بعلم ك {عبده زكريا} وإلا فدعوى الاختصاص لا تتم فليتدبر.
وذكر ابن عطاء في قوله تعالى: {وَلَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّارًا شَقِيًّا} [مريم: 32] إن الجبار الذي لا ينصح والشقي الذي لا ينتصح نعوذ بالله سبحانه من أن يجعلنا كذلك. اهـ.

.تفسير الآيات (41- 45):

قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45)}.

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما ذم الضالين في أمر المسيح، وعلق تهديدهم بوصف دخل فيه مشركو العرب، فأنذرهم بصريح تكذيبهم بالبعث، وغيرهم بأنهم لسوء أعمالهم كالمكذبين به، وختم ذلك بأنه الوارث وأن الرجوع إليه، ودخل في ذلك الإرث بغلبة أنبيائه وأتباعهم على أكثر أهل الأرض برجوع أهل الأديان الباطلة إليهم حتى يعم ذلك جميع أهل الأرض في زمن عيسى عليه الصلاة والسلام، وكان إبراهيم عليه السلام لكثرة أولاده من العرب والروم وأهل الكتابين وراثًا لأكثر الأرض، وكان مثل زكريا في هبة الولد على كبر سنه وعقم زوجه، أتبع ذلك قوله: {واذكر} أي يا محمد! {في الكتاب} أي الذي أنزل عليك وتبلغه للناس وتعلمهم أن هذه القصة من القرآن {إبراهيم} أعظم آبائكم الذي نهى أباه عن الشرك يا من يكفرون تقليدًا للآباء! ثم علل تشريفه بذكره له على سبيل التأكيد المعنوي بالاعتراض بين البدل والمبدل منه، واللفظي ب إن بقوله منبهًا على أن مخالفتهم له بالشرك والاستقسام بالأزلام ونحو ذلك تكذيب بأوصافه الحسنة: {إنه كان} أي جبلة وطبعًا {صديقًا} أي بليغ الصدق في نفسه في أقواله وأفعاله، والتصديق بكل ما يأتيه مما هو أهل لأن يصدق لأنه مجبول على ذلك ولا يكون كذلك إلا وهو عامل به حق العمل فهو أبلغ من المخلص {نبيًا} أي يخبره الله بالأخبار العظيمة جدًا التي يرتفع بها في الدارين وهو أعظم الأنبياء بعد محمد- على جميعهم أفضل الصلاة والسلام كما رواه الحافظ أبو البزار بسنده عن أبي هريرة- رضي الله عنهم- وأكده وكذا أكد فيما بعده من الأنبياء عليهم السلام وإن كانوا مقرين بنبواتهم تنزيلًا لهم منزلة المنكر، لجريهم في إنكارهم نبوة البشر على غير مقتضى عليهم.
ولما تكفل ما تقدم من هذه السورة بنفي الشريك بقيد كونه ولدًا، أتبع ذلك من قصته ما ينفي الشريك ليقتدي به أولاده في ذلك إذ كانوا يقلدون الآباء وليس في آبائهم مثله، فقال مبدلًا من {إبراهيم} {إذ قال} أي اذكر وقت قوله: {لأبيه} هاديًا له من تيه الضلال بعبادة الأصنام مستعطفًا له في كل جملة بقوله: {يا أبت}.
ولما كان العاقل لا يفعل فعلًا إلا لثمره، نبهه على عقم فعله بقوله: {لم تعبد} مريدًا بالاستفهام المجاملة، واللطف والرفق واللين والأدب الجميل في نصحه له كاشفًا الأمر غاية الكشف بقوله: {ما لا يسمع ولا يبصر} أي ليس عنده قابلية لشيء من هذين الوصفين ليرى ما أنت فيه من خدمته أو يجيبك إذا ناديته حالًا أو مآلًا.
ولما كان الأعمى الأصم قد ينفع بكلام أو غيره، قال: {ولا يغني عنك شيئًا} من الإغناء.
ولما نبهه على أن ما يعبده لا يستحق العبادة، بل لا تجوز عبادته، لنقصه مطلقًا ثم نقصه عن عابده، ولن يكون المعبود دون العابد أصلًا، وكان أقل ما يصل إليه بذلك مقام الحيرة، نبهه على أنه أهل للهداية، فقال مكررًا لوصفه المذكور بالعطف والود: {ياأبت} وأكد علمًا منه أنه ينكر أن يكون ابنه أعرف منه بشيء فقال: {إني قد جاءني} من المعبود الحق {من العلم ما لم يأتك} منه {فاتبعني} أي فتسبب عن ذلك أني أقول لك وجوبًا على النهي عن المنكر ونصيحة لما لك علي من الحق: اجتهد في تبعي {أهدك صراطًا سويًا} لا عوج فيه، كما أني لو كنت معك في طريق محسوس وأخبرتك أن أمامنا مهالك لا ينجو منها أحد، وأمرتك أن تسلك مكانًا غير ذلك، لأطعتني، لو عصيتني فيه عدك كل أحد غاويًا.
ولما بين أنه لا نفع فيما يعبده، ونبهه على الوصف المقتضي لوجوب الاقتداء به، بين له ما في عبادة معبوده من الضر فقال: {يا أبت لا تعبد الشيطان} فإن الأصنام ليس لها دعوة أصلًا، والله تعالى قد حرم عبادة غيره مطلقًا على لسان كل ولي له، فتعين أن يكون الآمر بذلك الشيطان، فكان هو المعبود بعبادتها في الحقيقة؛ ثم علل هذا النهي فقال: {إن الشيطان} البعيد من كل خير المحترق باللعنة، وذكر الوصف الموجب للإملاء للعاصي فقال: {كان للرحمن} المنعم بجميع النعم القادر على سلبها، ولم يقل: للجبار- لئلا يتوهم أنه ما أملى لعاصيه مع جبروته إلا للعجز عنه {عصيًا} بالقوة من حين خلق، وبالفعل من حين أمره بالسجود لأبيك آدم فأبى فهو عدو لله وله، والمطيع للعاصي لشيء عاص لذلك الشيء، لأن صديق العدو عدو.
فلما بين له أنه بذلك عاص للمنعم، خوفه من إزالته لنعمته فقال: {يا أبت إني أخاف} لمحبتي لك وغيرتي عليك {أن يمسك عذاب} أي عذاب كائن {من الرحمن} أي الذي هو ولي كل من يتولاه لعصيانك إياه {فتكون} أي فتسبب عن ذلك أن تكون {للشيطان} وحده وهو عدوك المعروف العداوة {وليًا} فلا يكون لك نصرة أصلًا، مع ما يوصف به من السخافة باتباع العدو الدني، واجتناب الولي العلي. اهـ.

.القراءات والوقوف:

قال النيسابوري:

.القراءات:

{ربي إنه} بفتح الياء: أبو جعفر ونافع وأبو عمرو {مخلصًا} بفتح اللام: حمزة وعلي وخلف وعاصم غير المفضل. الباقون بكسرها. {إبراهام} وما بعده: هشام والأخفش عن ابن ذكوان {إذا ابتلي} بالياء التحتانية وكذلك في سورة الحج: قتيبة {نورث} بالتشديد: رويس.

.الوقوف:

{إبراهيم} ط {نبيًا} o {شيئًا} o {سويًا} o {لا تعبد الشيطان} ط {عصيًا} o {وليًا} o {يا إبراهيم} ط ج وقد يوصل ويوقف على {آلهتي}. {مليًا} o {سلام عليك} ج للابتداء بسين الاستقبال مع أن القائل واحد {لك ربي} ط {حفيًا} o {وأدعو ربي} ز لانقطاع النظم والوصل أولى لأن عسى لطمع الإجابة بالدعاء {شقيًا} o {من دون الله} لا لأن ما بعده جواب لما {ويعقوب} ط {نبيًا} o {نبيًا} o {عليًا} o {موسى} ز للأبتداء بأن مع أن المراد بالذكر إخلاص موسى {نبيًا} o {نجيًا} o {نبيًا} o {إسماعيل} ز لما مر {نبيًا} o ج للآية مع العطف {والزكاة} ط {مرضيا} o {إدريس} ز {نبيًا} o {عليًا} o {مع نوح} ز على تقدير ومن ذريته إبراهيم وما بعده قوم إذا تتلى عليهم، وكذا وجه من وقف على {ذرية آدم} أو على {إسرائيل} والأصح أن الكل عطف على ذرية آدم والوقف على قوله: {واجتبينا} لئلا يحتاج إلى الحذف وليرجع ثناء السجود والبكاء إلى الكل {وبكيا} o {عيًا} o {شيئًا} o لا بناء على أن {جنات} بدل من {الجنة} o {بالغيب} ط {مأتيا} o {سلامًا} o {وعشيًا} o {تقيًا} o {بأمر ربك} ج لاختلاف الجملتين {ذلك} ج لأن قوله: {وما كان} معطوف على {نتنزل} مع وقوع العارض {نسيًا} ج o، لأن ما بعده بدل أو خبر مبتدأ محذوف {لعبادته} ط {سميًا} o. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41)}.
القصة الثالثة: قصة إبراهيم عليه السلام.
اعلم أن الغرض من هذه السورة بيان التوحيد والنبوة والحشر، والمنكرون للتوحيد هم الذين أثبتوا معبودًا سوى الله تعالى، وهؤلاء فريقان: منهم من أثبت معبودًا غير الله حيًا عاقلًا فاهمًا وهم النصارى، ومنهم من أثبت معبودًا غير الله جمادًا ليس بحي ولا عاقل ولا فاهم وهم عبدة الأوثان والفريقان وإن اشتركا في الضلال إلا أن ضلال الفريق الثاني أعظم فلما بين تعالى ضلال الفريق الأول تكلم في ضلال الفريق الثاني وهم عبدة الأوثان فقال: {واذكر في الكتاب} والواو في قوله واذكر عطف على قوله: {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} [مريم: 2] كأنه لما انتهت قصة عيسى وزكريا عليهما السلام قال قد ذكرت حال زكريا فاذكر حال إبراهيم وإنما أمر بذكره لأنه عليه السلام ما كان هو ولا قومه ولا أهل بلدته مشتغلين بالعلم ومطالعة الكتب فإذا أخبر عن هذه القصة كما كانت من غير زيادة ولا نقصان كان ذلك إخبارًا عن الغيب ومعجزًا قاهرًا دالًا على نبوته.
وإنما شرع في قصة إبراهيم عليه السلام لوجوه: أحدها: أن إبراهيم عليه السلام كان أب العرب وكانوا مقرين بعلو شأنه وطهارة دينه على ما قال تعالى: {مّلَّةَ أَبِيكُمْ إبراهيم} [الحج: 78] وقال تعالى: {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِلَّةِ إبراهيم إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ} [البقرة: 130] فكأنه تعالى قال للعرب إن كنتم مقلدين لآبائكم على ما هو قولكم: {إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون} [الزخرف: 23] ومعلوم أن أشرف آبائكم وأجلهم قدرًا هو إبراهيم عليه السلام فقلدوه في ترك عبادة الأوثان وإن كنتم من المستدلين فانظروا في هذه الدلائل التي ذكرها إبراهيم عليه السلام لتعرفوا فساد عبادة الأوثان وبالجملة فاتبعوا إبراهيم إما تقليدًا وإما استدلالًا.